{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ} قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم نوحي إليه بالنون وكسر الحاء على التعظيم، لقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا} وقرأ الآخرون بالياء وفتح الحاء على الفعل المجهول، {أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ} وحدون. قوله عز وجل: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا} نزلت في خزاعة حيث قالوا: الملائكة بنات الله، {سُبْحَانَهُ} نزه نفسه عما قالوا، {بَلْ عِبَادٌ} أي هم عباد، يعني الملائكة، {مُكْرَمُونَ} {لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ} لا يتقدمونه بالقول ولا يتكلمون إلا بما يأمرهم به، {وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} معناه أنهم لا يخالفونه قولا ولا عملا. {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} أي ما عملوا وما هم عاملون. وقيل: ما كان قبل خلقهم وما يكون بعد خلقهم {وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى} قال ابن عباس: أي لمن قال لا إله إلا الله، وقال مجاهد: أي لمن رضي عنه {وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} خائفون لا يأمنون مكره. {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ} قال قتادة: عنى به إبليس حين دعا إلى عبادة نفسه وأمر بطاعة نفسه، فإن أحدا من الملائكة لم يقل إني إله من دون الله {فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} الواضعين الإلهية والعبادة في غير موضعها.